ارادة الله
من أغرب وأعجب ماسمعت( أن رجل بدوي أصيب بالعمى في أوج شبابه
وكان هذا الرجل متزوج ومنجب ابنة وحيدة من زوجته بعد مضي عدة
سنوات سئمت زوجته معاشرته وطلبت منه الطلاق متحججه انها لاتستطيع
العيش معه بهذه الحالة ,فطلقها وبقي هو وابنته يحل ويرحل مع بقية (أهل
البادية ) هذا الرجل أنعم الله عليه بما لايعد ولا يحصى من مختلف الانعام من
ابل وضان وغيرهاواستمر على مجابهة الحياة البدوية القاسية وحيدا هو
وابنته التي اصبحت في ريعان الشباب فتخلى عنه الجميع حتى الاصدقاء
والاهل والمعارف ولم يبقى له من معين بعد الله سوى هذه الابنة التي تحملت
الاعداد الهائلة من القطعان في حياة قاسية لا يقوى الكثير من الرجل
مجابهتها فصبرت وصابرت وأمضت على تلك الحال سنوات عدة حتى
تجاوزت سن الثلاثين وهي تكافح الظروف الصعبة في صحاري قاحلة خالية
من البشر بعد ان رحل جميع مابها من أناس الى أمكنة اخرى بحثا عن
المراعي الخصبة والمياه الوفيره , وكان من عادة هذه الابنة أن تذبح شاه كل
مساء لابيها وتطعمه من الشواء واللحوم وفي احد الليالي وهي تحضر
الشواء لابيها كعادتها على نار مضرمة أمامها قدمت اليها حبة كبيرة تسللت
من بين الحصى على وهج النار , فأخذت عصى وضربتها ثم وضعتها داخل
النار على الحطب..... وبينما هي كذلك وسوس لها الشيطان وأضمرت
بتفسها أمرا , إذ عزمت على أن تطعم ابيها هذه الحية على انها جزء من
الشواء وتتخلص بذلك من حياته وفعلا قامت بتقطيع الحية السامه الى أجزاء
واخذت تطعمها أبيها حتى التهم تلك الحية بأكملها , فما هي الا لحظات حتى
عاد له بصره بقدرة الله وارادته فرأى النور بعد ظلام سنوات عديدة وسر
لذلك فكان في غاية السعادة والفرح , وتسأل وسال ابنته كيف عاد له بصره
لكن الابنة التي أدهشتها مارأت وقعت مغشيا عليها .